Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    29 من جمادى الثانية 1447هـ رقم الإصدار: 1447هـ / 038
التاريخ الميلادي     السبت, 20 كانون الأول/ديسمبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

ازدواجية معايير الغرب بين استنكار سيدني وصمته عن مذابح يهود في غزة

 

لم يبقَ حاكم ولا قائدٌ غربيٌّ أو عربيٌّ إلا واستنكر حادثةَ سيدني التي قُتل فيها خمسة عشر شخصاً إثر هجومٍ استهدف مهرجان حانوكا اليهودي. إلا أننا لم نشهد مثل هذا الحزم في الاستنكار تجاه جرائم كيان يهود في غزة، على مدار العامين الماضيين. وكالعادة، جرى التدليس على الرأي العام، وتجاهُلٌ تامٌّ لدوافع الحادث، إذ ركّز الجميع على استنكار الفعل بصرف النظر عن السبب الذي دفع المسلحَيْن للقيام به. وقد استغل رئيس أمريكا ترامب الحادث بصبِّ مزيدٍ من الوقود على النار التي يشعلها الغرب في حملته الصليبية ضد الإسلام والمسلمين، فدعا يوم الثلاثاء دولَ العالم إلى شنِّ حربٍ دولية على ما أسماه "الإرهاب الإسلاموي المتطرف"، كما صرّح في حفل استقبالٍ بمناسبة عيد حانوكا في البيت الأبيض قائلاً: "يجب على كل الدول أن تتّحد ضد قوى الشر المتمثلة في الإرهاب الإسلاموي المتطرف، ونحن نقوم بذلك". وأشار رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي إلى أن المسلحَيْن، وهما رجلٌ وابنه، كانا مدفوعين بـ"أيديولوجية الكراهية". أما رئيس وزراء كيان يهود فقال: "أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا... أطالب بالتحرك الفوري".

 

وحتى تتضح الأمور بعيداً عن تصريحات السياسيين المضلِّلة، نؤكد على ما يلي:

 

أولاً: لا يوجد في الإسلام إرهاب كما يدَّعي الغرب وزعيم الحلف الصليبي ترامب، فالإسلام رسالة سماوية ورحمة للناس كافة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾، والمرة الوحيدة التي وردت في القرآن الكريم كلمة الإرهاب جاءت في سياق القتال في سبيل الله ضد أعداء الله من الكفار والمجرمين لإعلاء كلمة الله، حيث قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾. وقد اعتبر الإسلام قتل النفس البريئة من الكبائر، قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾. فكيف بكيانِ يهود الذي قتل، بدعمٍ كامل من الحلف الصليبي، في أقل من سنتين أكثر من سبعين ألف نفسٍ بريئة؟!

 

ثانياً: إن ما أطلق عليه ترامب اسم "الإرهاب الإسلاموي" لا شأن للإسلام والمسلمين به؛ فهو يعلم جيداً أن الإرهاب الذي يتحدث عنه صنيعةُ بلاده وأجهزتِها الأمنية، وصنيعةُ الأنظمة العميلة التي تعمل بإمرتها في البلاد الإسلامية، لتنفيذ الأعمال القذرة التي ترغب بها تلك القوى، ثم تُنسب زوراً إلى الإسلام والمسلمين، بغيةَ تشويه صورة الإسلام وتنفير الناس منه، خشيةَ أن يتركوا فكر الغرب المادي الذي أشقاهم ويدخلوا في دين الرحمة.

 

ثالثاً: إن تحميل الإسلام والمسلمين مسؤولية حادثة سيدني، واتهام المسلحيْن بمعاداة السامية، هو قفزٌ عن الحقيقة وتجاهلٌ للسبب الحقيقي وراء الحادث؛ فالسبب الجوهري هو النفاقُ وازدواجيةُ المعايير التي ينتهجها الغرب، إذ لا يرى بأساً في أن يقتل كيان يهود أكثرَ من سبعين ألفاً من الأبرياء في أقل من عامين، ولا يزال يمعن في القتل حتى بعد توقيعه المواثيق والمعاهدات التي تلزمه بوقف سفك الدماء بضمانة الغرب نفسه. وبذلك فإن المسؤول عن هذا الحادث هو الغرب ذاته، الذي ظل يدعم كيان يهود بلا حدود لارتكاب المجازر، ما يدفع حتى العاقل الحليم إلى الغضب والخروج عن حلمه.

 

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
www.muslimworld.today
فاكس: 009611307594
E-Mail: media@muslimworld.today

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.