الأحد، 16 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
صفقة ميناء شيتاغونغ: الأمل الاقتصادي لبنغلادش والخطر الجيوسياسي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صفقة ميناء شيتاغونغ: الأمل الاقتصادي لبنغلادش والخطر الجيوسياسي

 

 

الخبر:

 

وقعت هيئة ميناء شيتاغونغ صباح يوم الاثنين اتفاقية امتياز تاريخية مع شركة إيه بي إم تيرمينالز المملوكة بالكامل لشركة ميرسك التابعة لمؤسسة إيه بي مولر - لتطوير وتشغيل محطة حاويات لالديا بموجب إطار شراكة طويل الأجل بين القطاعين العام والخاص في أحد فنادق المدينة. ويمثل هذا الامتياز الذي يمتد لـ 30 عاماً، مع إمكانية التمديد المرتبط بمؤشرات الأداء الرئيسية، أحد أهم الاستثمارات الأجنبية في قطاع الموانئ في بنغلادش، ومن المتوقع أن يرفع من قدرة البلاد على مناولة الحاويات وتنافسيتها التجارية العالمية (دكا تريبيون).

 

التعليق:

 

تمثل صفقة تشغيل إيه بي إم تيرمينالز لمحطة حاويات لالديا في ميناء شيتاغونغ واقعاً مزدوجاً لبنغلادش. فمن ناحية، تَعِدُ الصفقة بتحديث اقتصادي هائل، وجلب الخبرات العالمية إلى بوابتنا التجارية الحيوية، واحتمالية زيادة الكفاية والنمو، وهذا أمر مرحب به. ومع ذلك، يجب أن يكون حماسنا مشوباً بالتدقيق النقدي، حيث تعتمد الفوائد الاقتصادية على الشفافية، وهي مفقودة بشكل صارخ هنا. ويستحق عامة الناس الاطلاع على العقد الكامل، وهياكل التعرفة، وتوقعات حركة المرور، وأية ضمانات سيادية، لضمان أن تكون هذه الصفقة عادلة تجارياً لبنغلادش، وليست مجرد صفقة مربحة للمشغل فقط. وعلاوة على ذلك، فإن المحطة الحديثة وحدها ليست حلاً سحرياً؛ بل هي محفز للكفاية الوطنية، وليست مجرد مشروع ميناء، فبدون إصلاح جذري، سيختنق وعد المحطة بسبب عدم الكفاية المزمن والفساد في الطرق والسكك الحديدية والجمارك في بنغلادش.

 

وفي نهاية المطاف، تتجاوز هذه الصفقة الجوانب الاقتصادية، لتورط بنغلادش في صراع جيوسياسي محفوف بالمخاطر، ويُعَد خليج البنغال حلقة وصل استراتيجية، ويجعل موقع شيتاغونغ بالقرب من مضيق ملقا الحيوي منها جائزة للقوى الكبرى، ومع الأسف، تتحول بنغلادش إلى بيدق في صراع بين نظام تقوده أمريكا وبديل تقوده الصين، وهي منافسة لسنا مجهزين لخوض غمارها، ويؤكد الاتحاد الأوروبي دوره في خليج البنغال الاستراتيجي من خلال مبادرة البوابة العالمية، والتي تعمل كبديل شفاف لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وتعمق النفوذ الأوروبي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبدفع ملحوظ من فرنسا، التي تدعو إلى قدرة استراتيجية مستقلة للاتحاد الأوروبي، ويوجد هذا النهج ديناميكية تجمع بين التوافق والاستقلالية مع أمريكا، ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية الرئيسية، مثل محطة إيه بي إم في شيتاغونغ، يكتسب الاتحاد الأوروبي موطئ قدم استراتيجياً، ويواجه النفوذ الصيني، ويعزز الشراكات مع القوى الإقليمية مثل الهند، ما يوائم بين مصالح أمريكا وبريطانيا والهند.

 

إن الحقيقة المأساوية هي أن بنغلادش تفتقر إلى قيادة ذات كفاية على مستوى الدولة ذات عقلية سيادية لازمة للتنقل في هذه المياه الجيوسياسية الغادرة، وبينما يتطلع أهل بنغلادش إلى التواصل العالمي والتقدم الاقتصادي والتحديث، فإن تحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يأتي على حساب سيادة الأمة، التي تتعرض للخطر من خلال التحول إلى بيدق في صراع القوى العظمى، والقضية الأساسية هي أن قيادة بنغلادش، مثلها مثل غيرها من الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، ولدت من رحم الاستعمار، ويستمر إرث التبعية هذا في الهيمنة على حمضنا النووي السياسي، ما ينتج حكاماً يتصرفون كأتباع ويظلون خاضعين للمصالح الغربية، ولذلك، فإن التغيير الجذري في القيادة هو التغيير الذي يعيد الحكم الشرعي في ظل الخلافة الراشدة، وهو الذي ينقذ بنغلادش من البقاء بيدقاً أبدياً في الألعاب الجيوسياسية للقوى الخارجية وتمكينها من أن تصبح لاعباً مستقلاً على المسرح العالمي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ارتضاء تشودري – ولاية بنغلادش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع