- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
أين العدل فيكم وأين الحكمة وأين الدولة الإسلامية؟!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الأحد 10 آب/أغسطس الجاري عموداً بعنوان "العدلُ والحكمة اليمانية ركيزتان في تأسيس دولة إسلامية" قالت فيه: "العدل من أغلى وأسمى مقومات الحياة؛ فبه تصان القيم، وتستقر المبادئ، وبه يتضاعف شعور الإنسان بالانتماء. وبالعدل يعلو بناء الإنسان، وبه يصان دمه وماله وعرضه. والعدل في الكلام مبدأ إنساني يحفظ للمتكلم مكانته بين الإخوان، ويدل الصدق فيه على قوة الإيمان. ولهذا جاء في القرآن: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾".
التعليق:
إن الأقوال تصدقها الأفعال أو تكذبها، وفضيحة الأقوال الصادرة من الأشخاص منافاتها لأفعالهم، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾. وهنا في الحديث عن العدل، فإنه ليس ظاهراً في الحوثيين، خصوصاً مع استمرار التقاضي لديهم في المحاكم لسنوات طوال، وفي الأحداث التي تنافي إقامتهم للعدل، وآخرها سكوتهم عن مقاضاة حِمْيَر صالح رطّاس قاتل الشيخ حميد ردمان والد زوجته يوم 26 تموز/يوليو المنصرم، بالحائط في محافظة عمران، حيث كان العدل يستوجب البت في هذه القضية فوراً دون تسويف.
يحزننا من يقولون بأنهم يحبون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي قعد في مجلس قضاء مع يهودي أمام القاضي شريح، في قضية الدرع، وزجر شريحاً حين كنَّاه، ولم يُكَنِّ اليهودي، فأين الثرى من الثريّا؟!
وفي الحديث عن الدولة الإسلامية، فقد سلخ الكاتب اليمن عن باقي بلاد المسلمين، بقوله "حتى صار رمزاً لاستقلال اليمن ووحدتها". ودولة الإسلام الخلافة فحسب، تضم جميع بلاد المسلمين، قال النبي ﷺ: «كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ»، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم» متفقٌ عليه.
إن أهل الإيمان والحكمة آمنوا بالإسلام عن رضا وقناعة، فأكرمهم الله بأن جعلهم نصرة لنبيه ﷺ في إقامة دولة الإسلام الأولى، وزادهم ﷺ أن دعا لهم بالبركة، واكتفوا بذلك راجين أن يبلِّغهم الله جنته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن