السبت، 22 صَفر 1447هـ| 2025/08/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اخرجوا من رقعة الشطرنج ألا تعقلون؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اخرجوا من رقعة الشطرنج ألا تعقلون؟

 

 

الخبر:

 

يتوالى صدور التصريحات الطائفية التحريضية من جهة حلفاء نظام إيران ضد المكون الأكبر في المنطقة وتحميل المسلمين (السنة) مسؤولية هزائم إيران وأذرعها أمام كيان يهود، وإلقاء اللوم عليهم في ملف سحب سلاح حزب إيران في لبنان، واتهامهم بالعمالة لأمريكا والكيان، في مقابل تصريحات طائفية مقابلة تجعل إيران وحلفاءها هم العدو الأخطر الذي يباح التحالف ضده حتى مع الكيان الغاصب إن لزم، وأبرزها التصريح القديم ساري المفعول للجولاني الذي اعتبر أن لديه مع كيان يهود عدوا مشتركا.. ولم يقل إن لديه مع إيران عدو مشترك!!

 

التعليق:

 

إن من العار على مثقفي وشعوب المنطقة بعد أن عركتهم الأحداث وخبروا مخططات عدوهم الغربي في تمزيقهم، وبذر الفرقة بين مكوناتهم المختلفة لإضعافهم وإنهاك قوتهم وتسهيل ابتلاعهم واحدا تلو الآخر، ثم تسخيرهم لخدمة مصالحه الاستعمارية، أن يعيدوا الكرة نفسها للمرة المئة وذلك بصرف الانتباه عن العدو الحقيقي المتمثل بأمريكا والكيان السرطاني وخدامهم من حكام المنطقة، وجعل المعركة عوضا عن ذلك طائفية عرقية عنصرية بين مكونات شعوب المنطقة، بحيث يسلم العدو الغربي بل يتم التحالف معه مداورة للاستقواء بعضهم على بعض في حماقة سياسية منقطعة النظير.

 

فبالأمس ارتمت إيران في حضن أمريكا ورضيت أن تكون أداتها الاستعمارية في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، وبرروا ذلك بعداء الطرف الآخر لهم وتهديده الوجودي وعرقلته لمشروعهم النهضوي الثوري...إلخ، فكانت فضيحة (إيران غيت) الشهيرة، التي استجلب فيها قائد الثورة الإيرانية السلاح من أمريكا الشيطان الأكبر بوساطة كيان يهود الشيطان الأصغر لقتال جيرانه، ثم قاتل أتباعها لاحقا تحت غطاء الطائرات الأمريكية في أفغانستان والعراق، ومولت أمريكا المليشيات الطائفية التابعة لإيران تحت مسمى الحشد الشعبي، واستباحت دماء وأعراض أبناء المنطقة وساهمت في تدمير مقدراتها، في تحالف سافر مع أمريكا بما يخدم مصالح كيان يهود بالضرورة.

 

واليوم ورغم أنه قد ظهر لكل عاقل أن بشار وحكام إيران وأدواتهم لم يكونوا سوى أداة رخيصة في يد العدو الأمريكي لذبح المسلمين في المنطقة وإضعافهم، وبسبب استشراء داء التعصب الطائفي الذي يعمي العيون ويعطل العقول، صار كثير من المثقفين والسياسيين من (السنة) يبررون إعادة التموضع في رقعة الشطرنج الأمريكية بحيث يقبلون بأخذ الدور القذر الذي كانت تشغله إيران وحلفاؤها والذي بسببه وصموها بأبشع أوصاف العمالة والخيانة للأمة، ويبررون موقفهم بالمبررات نفسها التي سبقهم إليها حكام إيران ولكن بنكهة ومذاق طائفي مقابل.

 

إن استمرار الفريقين بالتحريض الطائفي وجعل المثقفين العداء والحرب بين مكونات المنطقة حصرا وتوجيه السياسيين الأمور لذلك، مع التجاهل المتعمد بل التحالف مع العدو الأصلي الأمريكي وربيبه الكيان الغاصب، هو ضرب من الخيانة ممزوج بالغباء، وهو بقاء في دائرة اللعبة الأمريكية التي تديرها بدمائنا وأموالنا ومقدراتنا، وإن الواجب على جميع مكونات المنطقة الخروج من لعبة الشطرنج الأمريكية فورا قبل فوات الأوان، وإعادة النظر إلى موضع قدم كل فريق في صفحة تاريخ الأمة ومستقبلها، وتقديم الإسلام وأحكامه على كل اعتبار بحيث تكون الأولويات في الولاء والبراء مستمدة من قيم الإسلام وأحكامه لا غير، فلا نكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار، ويرضى بأن يستعمله عدوه مجددا في مشاريعه التي سيخسر فيها الجميع بلا استثناء.

 

أوقفوا التحريض الطائفي المتبادل، ووجهوا سهامكم نحو أمريكا ويهود، واخرجوا من رقعة الشطرنج فورا، وكفاكم حماقة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ عدنان مزيان

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع