الخميس، 27 صَفر 1447هـ| 2025/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قمة بوتين وترامب في ألاسكا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمة بوتين وترامب في ألاسكا

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أنه والرئيس ترامب اتفقا على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا مستعدة لهذا الأمر ولديها مصلحة حقيقية في إنهاء الصراع الأوكراني. (سبوتنيك عربي)

 

التعليق:

 

أولاً: في بداية ولاية ترامب كانت تصريحاته ودية مع بوتين حيث تبنَّى نهجاً تصالحياً تجاهه، وقدم تنازلات كبيرة له شملت الإقرار بسيطرة روسيا على مناطق في أوكرانيا، واستبعاد انضمام الأخيرة إلى حلف شمال الأطلسي، إضافةً إلى تخفيف العقوبات الأمريكية على روسيا، حتى إن تقارير أشارت إلى محاولات ترامب بحث إمكانية اعتراف أمريكا الرسمي بضم شبه جزيرة القرم.

 

ولكن تعنّت بوتين ومواقف الأوروبيين وتصريحاتهم ومواقف بعض السياسيين الأمريكيين خاصة الديمقراطيين يبدو أنها جعلت ترامب يغيّر مواقفه، حيث أعلن عن تقديم معدات عسكرية لأوكرانيا تشمل أنظمة دفاع جوي متطورة وصواريخ متقدمة عبر اتفاقيات مع حلف الناتو، ونشر غواصتين نوويتين قبالة السواحل الروسية، قابلتها موسكو وبكين بتنظيم مناورات عسكرية مشتركة. كما لوَّح بفرض عقوبات نفطية صارمة على روسيا، وطالب بوتين بإبرام اتفاق سلام في غضون فترة زمنية محددة، أولاً 50 يوماً ثم اختصرها لاحقاً إلى 10 أو 12 يوماً، مهدداً بفرض قيود قاسية على صادرات روسيا وداعميها إذا فشل في الاستجابة لمبادرات التسوية للأزمة الأوكرانية.

 

ثانيا: إن محاولات الاتفاق بين الطرفين ينبغي لها أن تعالج الأسباب التي أدت إلى الحرب، منها مسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، في الوقت الذي كان يصر فيه الناتو على سياسة الباب المفتوح، وهناك مقترحات لحل وسط وهو إغلاق باب حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمام أوكرانيا لمدة 20 عاماً كاملة مع منح أوكرانيا ضمانات أمنية مكتوبة وهذا يمكن قبوله من الطرفين، خاصة وأن بوتين يدرك أن دخول بعض الدول الأوروبية مثل فنلندا أخطر من انضمام أوكرانيا مع القرب الجغرافي لها، وقد باتت مسألة انضمام أوكرانيا مسألة أقل خطورة من تلك الدول، ولا تملك روسيا أي رد تجاه تلك الدول بل عجزت عن أي موقف عدا التصريحات الكلامية، وتبقى مسألة الأرض التي استولت عليها روسيا وهي مسألة معقدة جداً وتحتاج تغيير الدستور في أوكرانيا لأن الرئيس لا يملك صلاحيات التنازل عن الأرض، ونحن نعلم أن المفاوضات بين روسيا وأمريكا مع تغييب تام لكل الدول المعتدى عليها والطرف الأوروبي كاملاً.

 

وروسيا تطالب بكل شرق أوكرانيا، وأراضي شرق نهر دنيبرو، بما فيها بعض الأراضي التي تقع ضمن الحدود الإدارية لكل من لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا؛ ويرفض ترامب ذلك ويقترح أن تحصل روسيا على الأجزاء التي تسيطر عليها حالياً بحكم الأمر الواقع.

 

وهذا السيناريو متوقع جداً وتخشاه أوكرانيا وأوروبا لأنه ضرب لمصالحهما بشكل كبير، وقد نقلت واشنطن بوست عن دبلوماسي أوروبي رفيع قوله "قلقون بشكل بالغ هذه الليلة".

 

ثالثا: في حال أصر بوتين على رفض المقترحات الأمريكية، فمن المتوقع زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا وتوريط روسيا أكثر، واستنزافها بشكل أكبر، وعقوبات قاسية جداً، وبوتين يدرك هذا، فحضر للقمة تحت مخاوف عقلية ترامب في العقوبات، وقد يكون الحل الوسط عند الجميع هو المقبول خاصة وأنه يمثل العقلية الغربية في نظرتها للأمور كافة.

 

وختاما: إن أمريكا أشعلت الحرب لأهداف سياسية سواء أكانت استنزاف روسيا وشيطنتها وتخويف أوروبا والبقاء تحت مظلة الذل الأمريكية، أو محاولة فك التحالف بين روسيا والصين وإشراك روسيا في سياسة الاحتواء للصين، ومعلوم أن أمريكا حققت بعض الأهداف وليست جميعها لكنها كجولة أولى نجحت في تحقيق بعض أهدافها فعمدت إلى المفاوضة مع روسيا لعلها في صبرها الاستراتيجي تحقق بقية الأهداف خاصة أنها لن تخسر شيئا بل ربحت، فالحرب ليست حربها والتمويل ليس منها والدماء ليست دماءها ولا تهتم لمصالح أحد فمصالحها فوق الجميع، وفي مسألة أوكرانيا عبرة لمن يسلم أمره لها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع