الخميس، 27 صَفر 1447هـ| 2025/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أممٌ تتباهى بأعتى أسلحتها  وأمتنا محرومة من هيبتها أمامها!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أممٌ تتباهى بأعتى أسلحتها

وأمتنا محرومة من هيبتها أمامها!

 

 

الخبر:

 

بالتزامن مع اللقاء الأول لرئيس أمريكا ترامب مع نظيره الروسي بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، تلتقي لأول مرة أيضاً، فخر المقاتلات من البلدين من الجيل الخامس في المجال الجوي لألاسكا، وهما المقاتلة الشبحية الأمريكية F- 22 Raptor، ونظيرتها الروسية SU- 57. (القاهرة الإخبارية)

 

التعليق:

 

لم ترضَ دولتان كبيرتان بلقاء مجرد من السلاح، رغم أن اللقاء سياسيٌّ وليس حربيّاً ولا عسكريّاً، لكن تهتم كل منهما باستعراض أقوى أسلحتها بموقف يشبه الاستعراض العسكري؛ ولا يخفى على أحد أن السلاح معيار مهمّ وقمة في الخطورة لدى الأمم؛ فتحرص على استعراضه وإظهاره لما فيه من تأثير نفسي على الخصوم، ولما يشكل من واجهة إرهاب للأمم الأخرى، لذلك لم تتوانَ الدولتان في استعراض ما تمتلكانه، وما تتفوقان به في هذا النطاق.

 

في المقابل، فإن حكام المسلمين لا يظهرون إلا بمظهر الصَّغار والذل أمام أسيادهم الغربيين، وليس ذلك لضعف العتاد العسكري في بلاد المسلمين، فمملكة آل سعود من أكثر الدول في العالم شراء للأسلحة، والجيش التركي هو العاشر عالميا والأول في الشرق الأوسط، والجيش المصري هو الأول عربيا، إلا أن لقاءات رؤساء وقيادات الصف الأول لها تكون هزيلة ضعيفة تابعةً لا متبوعة، هائبة لا مهابة، لتبقى صورة المسلمين كغثاء السيل، لا تحسب الأمم لها حساباً، بل وتستبيحها وتتقوّى عليها!

 

فلا تكتفي الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين بتسيير الجيوش والسلاح بحسب عقائد عسكرية تخالف الإسلام، بل إنها فوق ذلك تنزع المهابة من هذه القوى العسكرية وتطمس معالم تفوقها المادّي إن وُجدت، مخالفين بذلك أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون﴾.

 

إن من واجبات الشريعة إسقاط رؤساء الدويلات التي تحكم بلاد المسلمين، وتنقية القوى العسكرية من العمالة والخيانة وجعلها سلاحاً بيد الأمة لا مسلَّطاً نحو صدرها، ولا بد أن يكون للمسلمين إمامٌ تخرُّ أمامه وللقائه جبابرة الأرض، يُظهر السلاح والأمة بمرتبة أولى سبّاقة في القوة والعزة والسيادة، قال رسول الله ﷺ: «وإنَّما الإمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِن ورَائِهِ ويُتَّقَى به».

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صبا علي – الأرض المباركة (فلسطين)

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع