السبت، 22 صَفر 1447هـ| 2025/08/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كيف تكون قبائل اليمن مَسوسة إذا كان الحوثيون سوسة؟!

 

لقد ابتلي المسلمون في زماننا هذا بأنظمة خائنة تحكم بقوانين وضعية فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان، توالي الكافر المستعمر وتنفذ مخططاته وتحرس مصالحه وتنشر ثقافته وتحكم بقوانينه، وتفزع إليه وقت الخطر وتشعل نار الاحتراب الداخلي والفتن بين المسلمين وتظلم رعاياها وتسومهم سوء العذاب وتخون قضاياهم وتقف في صف أعدائهم...

 

وسلطة الحوثيون لا تختلف عن سائر الأنظمة الرأسمالية التي تحكم بالكفر وتزيد عليهم أنها ما زالت عقلية الطائفة هي الضابطة لكل تصرفاتهم وسلوكهم ولم ترتق إلى عقلية الدولة التي يكون تعاملها تجاه جميع الرعية معاملة واحدة وتنظر إليهم جميعا بمنظار واحد، بل تتعامل مع من لا ينتمي إلى طائفتهم معاملة أخرى؛ فإذا قتل شخص شخصاً آخر وكلاهما من غير طائفتهم فما أسرعهم في إقامة القصاص على القاتل وتلهج ألسنتهم بآيات القرآن الكريم التي توجب العفو أو الدية أو القصاص، وتردد ذلك وسائل إعلامهم المتنوعة ويرددها أتباعهم في وسائل التواصل الإلكتروني بشكل لافت ومؤثر يوجد دعاية لاستقامة حكمهم وأنهم على شيء! أما إذا كان القاتل من غيرهم والمقتول منهم فإنهم لا يتوانون لحظة واحدة في قتل القاتل بسرعة مذهلة تقترب من سرعة البرق وبدون الرجوع إلى القضاء! ومثال ذلك ما حصل قبل سنتين؛ فقد قام أحد العناصر الأمنية التابعة لهم بقتل رجل في مدينة رداع بمحافظة البيضاء تحت غطاء أمني من سلطة الحوثيين وظل في حمايتهم عاماً كاملاً يسرح ويمرح ويجول شوارع رداع كلها بطقمه العسكري، وغاب دور القضاء الذي يتشدق الحوثيون بعدالته! ولكن عندما قام شقيق القتيل بعد طول انتظار بقتله، كان ردهم عنيفا فقد هجموا على بيته وفجروه وضربوه بالأسلحة الثقيلة وقتلوا من فيه! وهذا السلوك الحيواني المنحط بسبب عقليتهم الطائفية التي يحملونها ويحكمون الناس بها. أما إذا كان القاتل منهم والمقتول من غيرهم فإنهم يقومون بحماية القاتل ويهدرون دم القتيل، وهناك أمثلة كثيرة سنذكر منها مثالين فقط:

 

المثال الأول: قام أحد المشرفين الحوثيين بغصب أرض للشيخ أحمد سالم السكني من عمران قبل خمس سنوات، ولما شكى أمره إلى الدولة قام بقتله بدم بارد، فقامت سلطة الحوثيون بحماية القاتل وإهدار دم القتيل ولم تنفع خيام الاعتصام التي قامت بها آلاف القبائل للمطالبة بدم الشيخ السكني فضاع دمه هدراً وما زال القاتل إلى اليوم يسرح ويمرح في حماية الحوثيين!

 

المثال الثاني: قام حمير صالح رطاس فليته رئيس قسم شرطة الحائط بمديرية عيال سريح بمحافظة عمران يوم السبت 26/7/2025م بقتل الشيخ حميد منصور ردمان وهو من قبيلة أرحب من بكيل، وهو والد زوجة القاتل، وقد قتل فليته عمه حميد إثر خلاف عائلي بينهما، فقامت سلطة الحوثيون بحماية القاتل فليته وهو من قبيلة عذر من حاشد، والظاهر أن الحوثيين أوعزوا لبعض مشايخ أرحب أن يفعلوا النكف القبلي للاحتشاد على حدود قبيلة حاشد لإيجاد الفتنة بينهما لكي يوهموا الناس أن المشكلة بين القبيلتين للتغطية على جريمتهم البشعة، ثم ليقوم الحوثيون بالصلح بينهما بعد أن تدق الحرب طبولها فيكسب الحوثيون أمرين هما: الدعاية لهم وتغطية جريمتهم.

 

مع العلم أن الحوثيين لا يقيمون لشرع الله وزناً، وإلا لبادروا إلى إقامة حكم الله في القاتل وهو القصاص عاجلا غير آجل، قال الله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.

 

فهم يلقون القبض على من أرادوا في الحال إذا كان من المخالفين لهم في الفكر والمعتقد أو من المعارضين لهم بسبب سياستهم الظالمة والفاشلة، وأما الجناة القتلة منهم المعتدون على أرواح الناس بسفك دمائهم المعصومة من دون وجه حق فلا يهمهم أمرهم لأنهم لا يشعرون بالمسئولية أمام الله تجاههم، ولا غرابة في ذلك فحكمهم قائم على التمييز والعصبية والعنصرية والعنجهية. هذا هو حال الحوثيين وأعمالهم في مناطق سيطرتهم، ولا يعني هذا أن سكان المناطق الواقعة خارج سيطرتهم وتقع تحت سيطرة الحكومة الرسمية يعيشون في نعيم ورخاء بل هم في جحيم مستعر من الفوضى والانفلات والسرقات وسوء الخدمات بل انعدامها.

 

ومعلوم أن القبائل تربط بينها روابط الإخاء والجوار والمصاهرة وقبل ذلك رابطة العقيدة الإسلامية، فهم جزء من الأمة الإسلامية العظيمة، وأبناء القبائل هم في مناصب الدولة المدنية والعسكرية وفي استطاعتهم الوقوف في وجه الحكام الظلمة في شمال اليمن وجنوبه وإسقاطهم جميعا لو رصوا صفوفهم خلف حزب التحرير وتبنوا مشروعه العظيم المتمثل في إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهو مشروع الأمة كلها وهم جزء مهم جدا منها، فالخلافة هي التي تحل كل مشاكل المسلمين وتوحد صفوفهم ضد الكفار المستعمرين، وهي التي ستحل مشاكل الثأر حلا جذريا، وهي التي تحرر فلسطين وأخواتها كشمير وبورما وجنوب السودان وقبرص وغيرها... وهي التي سوف تطبق الإسلام في الداخل فتحل كل المشكل التي أوجدتها الأنظمة العميلة للغرب الكافر، وتحمل الإسلام رسالة نور وهدى إلى العالم كله بالدعوة والجهاد.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاشد قاسم – ولاية اليمن

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع